سيستبعد هذا القرار منتخب روسيا للرجال من المشاركة في التصفيات المؤهلة لكأس العالم المقرر إجراؤها في نهاية شهر آذار/ مارس. سيؤدي ذلك بشكل أساسي الى إقصاء روسيا من التصفيات المؤهلة لفيفا 22 المقام في قطر, ما لم يتم تغيير القرار أو رفع الإيقاف. لم يشرح الفيفا كيف سيتم تغيير التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2022 في غياب روسيا.
كان هناك ضغط جماهيري متزايد على الفيفا لإخراج روسيا من البطولة, خاصة بعد أن اصدرت اللجنة الأولمبية الدولية بياناً أوصت فيه بمنع روسيا وبيلاروسيا من جميع المسابقات. (تم إقصاء بيلاروسيا سابقاً من مسابقة تصفيات كأس العالم).
تأتي انباء حظر الفيفا لروسيا بعد 24 ساعة من فرض الاتحاد الدولي لكرة القدم قواعد جديدة للمشاركة المستقبلية لروسيا في مسابقات الفيفا التي الغت استخدام اسم الدولة ونشيدها الوطني وعلمها وألوانها. في غضون ذلك, صرحت دول أخرى حول العالم بأنها سترفض اللعب ضد روسيا.
فيما يلي نظرة على الوضع المحيط بروسيا وتأثيرها على كاس العالم ٢٠٢٢ في قطر.
هل ستشارك روسيا في كاس العالم ٢٠٢٢؟
بعد أيام من قرار المنع الذي أوصت به اللجنة الأولمبية الدولية, تقدم الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) خطوة للأمام معلناً عن إيقاف المنتخب الروسي عن المشاركة في جميع منافسات كاس العالم ٢٠٢٢. توقف عن تحقيق ذلك, قبل 24 ساعة فقط, وأصدر بدلاً من ذلك حكماً لإجبار روسيا على المنافسة كفريق محايد وعلى أرض محايدة. ومع ذلك, ترك الفيفا الباب مفتوحاً لإمكانية الاستبعاد من المنافسة, وذكره بشكل صريح في بيانه. كان من المقرر ان تلعب روسيا ما يصل الى مباراتين من التصفيات الفردية في آذار / مارس في ظل وجود تذكرة كأس عالم على المحك, يبقى ان نرى كيف ستعدل الفيفا, بعد قرارها باستبعاد المنتخب الروسي من التصفيات المؤهلة لكأس العالم, مسار التصفيات للبلدان الاخرى. و كانت بولندا والسويد وجمهورية التشيك قد استعدوا للتنافس ضد روسيا على بطاقة مشاركة في FIFA 22, ولكن الدول الثلاث صرحت مؤخراً انها لن تدخل الملعب ضد فريق روسي. قد تقرر الفيفا منح بولندا تذكرة مباشرة لنهائيات كاس العالم ٢٠٢٢, أو قد تقرر عرض مكان روسيا على فريق آخر ( مثل سلوفاكيا, التي احتلت المركز الثاني خلف روسيا في مجموعتها المؤهلة لأوروبا).
ما هو قرار اللجنة الأولمبية الدولية بشأن روسيا؟
أصدرت اللجنة الأولمبية الدولية (IOC) يوم 28 شباط / فبراير توصية الى الإتحادات الرياضية الدولية والمنظمين والهيئات الإدارية “بعدم الدعوة أو السماح بمشاركة الرياضيين والمسؤولين الروس و البيلاروسيين في المسابقات الدولية”. وحيث لا يكون ذلك ممكناً, حثت اللجنة نفسها هذه الاتحادات الرياضية على السماح بالمشاركة لهم بصفتهم “رياضيين محايدين أو فرق محايدة” وليس بأسماء دولهم (يتضمن ذلك عدموجود الأعلام الوطنية أو الأناشيد أو الرموز). وقد أصدرت اللجنة الأولمبية سابقاً توصية عاجلة بعدم تنظيم الأحداث الرياضية في روسيا أو بيلاروسيا.
فرق تقاطع روسيا في تصفيات كاس العالم ٢٠٢٢
أعربت كل من بولندا وجمهورية التشيك والسويد عن رفضها اللعب ضد روسيا في أي مكان مستقبلاً, بينما حذت حذوها دول أخرى, بما في ذلك الولايات المتحدة الأميركية وانجلترا. أشار الفيفا, في أعقاب تلك التصريحات, وذلك في قراره الصادر في 28 شباط / فبراير, الى انه سيواصل إجراء محادثات لتحديد ما اذا كان ينبغي طرد فريق فاليري كاربين من المسابقات. ومن غير الواضح متى سيتم رفع الإيقاف مع تصريح الفيفا بأنه يأمل “أن يتحسن الوضع في أوكرانيا بشكل كبير وسريع حتى تصبح كرة القدم مرة اخرى دافعاً للوحدة والسلام بين الناس”.
كيف تتعامل الرياضات الأخرى مع الأزمة الروسية الأوكرانية
أعلنت Formula One انه تم الغاء سباق الجائزة الكبرى الروسي في سوتشي, والذي كان مقرراً اجراؤه في 25 أيلول / سبتمبر. بالإضافة الى ذلك, ألغى الإتحاد الدولي للتنس جميع الأحداث التي تقام في روسيا. بطولة الكارلنج الأوروبية, التي كان من المقرر أن تقام في روسيا في تشرين الثاني / نوفمبر, ستقام الآن في مكان آخر.
وفي غضون ذلك, دعت فنلندا, البلد المضيف, الى استبعاد كل من روسيا وبيلاروسيا من نهائيات بطولة العالم لهوكي الجليد التي من المقرر أن تقام في الفترة الممتدة ما بين 13 و29 أيار / مايو.
حظر روسيا ليس غير مسبوق
حالات الحظر نادرة ولكنها ليست غير مسبوقة. لم يتم قبول إتحاد كرة القدم في المانيا واليابان في الوقت المناسب لكأس العالم 1950, وهي البطولة الأولى بعد الحرب العالمية الثانية.منع منتخب جنوب افريقيا من التأهل لمدة عقدين خلال فترة الفصل العنصري. مؤخراً تم استبعاد يوغسلافيا من بطولة أوروبا 1992 ومنعت من التأهل لكأس العالم 1994 وسط الحروب التي مزقتها في النهاية. وفي إعلانه الحظر عام 1992, أشار الفيفا الى عقوبات الأمم المتحدة.
لكن الأعمال العسكرية الأخرى التي تتعارض مع الأمم المتحدة لم تؤد الى عقوبات الفيفا. كادت سوريا ان تتأهل لكأس العالم للرجال 2018 حيث شن الديكتاتور بشار الأسد حرباً ضد شعبه. لم تتم معاقبة المنتخبات الوطنية للولايات المتحدة بعد غزو حكومتها للعراق في عام 2003. ولعب الإتحاد السوفياتي في نهائيات كأس العالم 1982 بعد عامين ونصف من غزو قواته لافغانستان.
لم يوضح الإتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في إعلانه يوم الإثنين ما إذا كان انسحاب روسيا من أوكرانيا سيؤدي الى العودة الى منصبها على الفور. كما أنه لم يذكر ما اذا كانت بولندا ستفوزفي الدور النصف النهائي بعيد الاستبعاد الروسي, أو ما إذا كان فريق آخر سيحل مكان روسيا في التصفيات, من الممكن سلوفاكيا التي حققت المركز الثاني بعد روسيا في دوري المجوعات؛ أو المجر, من خلال معايير التأهل لدوري الأمم UEFA. سيبقى المنتخب الأوكراني ضمن بطولة التصفيات, حيث سيواجه المنتخب الاسكتلندي في النصف نهائي.