حلول النقل الصديقة للبيئة لكأس العالم قطر 2022

سستسعى قطر لتأمين نقل آمنة, موثوق بها, ومتاحة خلال كأس العالم 2022. بالاضافة الى انها نفذت مجموعة من المشاريع المستدامة التي ستقلل من التأثير البيئي وتقدم العديد من الفوائد البيئية.

بمناسبة يوم الأرض 2021, تسلط اللجنة العليا للمشاريع والإرث الضوء على المشاريع التي ستساعد في تقليل الأثر الكربوني للبلاد وتحقيق هدفها المتمثل في تنظيم أول بطولة لكأس العالم خالية من الكربون.

بطولة كأس العالم المدمجة

ستستضيف قطر, كونها الدولة الشرق أوسطية والعربية الأولى المقام على أراضيها كأس العالم,  النسخة الأكثر إحكاماً من البطولة في التاريخ الحديث. بأقصى مسافة سفر بين الملاعب ب75 كيلومتر, ستقام 64 مباراة على مدار 28 يوماً. يعد الغاء الرحلات المحلية خلال البطولة واحداً من أهم المكاسب البيئية في كأس قطر 2022.

صرح ثاني الزراع, مدير النقل في اللجنة العليا للمشاريع والإرث, قائلاً: “سنخفض بشكل كبير من انبعاثات الكربون الإجمالية باستعمالنا لأنظمة النقل الصديقة للبيئة, كمترو الدوحة, ترام السكة الحديدية الخفيفة, والحافلات التي توفر الوقود. وبكون البطولة في قطر مدمجة, فإن المشجعين الوافدين عام 2022 سيستقلون رحلة واحدة بالطائرة وهي رحلة العودة, ما سيخفض بشكل كبير من انبعاثات الكربون (مقارنة بالبطولات السابقة)”.

مطار حمد الدولي خلال كأس العالم

من المتوقع وصول أكثر من مليون مشجع الى مطار حمد الدولي خلال كأس العالم قطر. يعتبر المطار من أكثر المطارات استدامة في المنطقة بعد احتفاظه بالمستوى 3 لتفويض الكربون في المطارات (ACA). تعتبر ACA هي الوحيدة المعتمدة مؤسسياً في برنامج شهادة إدارة الكربون العالمية للمطارات في جميع أنحاء العالم. بالاضافة الى ان المطار قد انضم الى حملة محلية تدعى “ترشيد” والتي ساهمت برفع درجة الحرارة بدرجة مئوية خلال فصل الشتاء – مبادرة قللت من انبعاثات الكربون بمعدل تقريبي ب 1000 طن. تعمل “ترشيد”, التي تديرها المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء (كهرماء), على تعزيز الاستخدام الفعال للمياه والكهرباء في قطر.

النقل العام في لكأس العالم قطر

فيفا 22

سيساعد النقل العام الجماعي المشجعين من التنقل خلال كأس العالم عبر مترو الدوحة الجديد, بالاضافة لخدمات الترام والباص التي ستسهم بتنقل سلس بين الفنادق, الملاعب, والمناطق التي تجذب السياح. يعتبر المترو العامود الفقري لكأس قطر 2022 فهو سيربط المطار بخمسة ملاعب لكأس العالم بشكل مباشر, بالاضافة  لباقي أماكن البطولة التي يمكن الوصول اليها عبر المترو وخدمات الباص. يعتبر المترو نظاماًفعال, كهربائي ويستخدم أنظمة كبح متجددة ما سيسهم في تقليص الأثر الكربوني. اضافة الى ان جميع هذه المحطات مصممة وتشغل وفقاً لشهادة المباني الخضراء – مما يضمن أوراق اعتمادها الصديقة للبيئة.

المترو مدعوم بأنظمة الترام بالقرب من موقعين للبطولة: إستاد لوسيل, والذي سيستضيف 10 مباريات خلال البطولة ومن ضمنها المباراة النهائية, وإستاد المدينة التعليمية, والذي سيستضيف المباريات حتى المرحلة الربع نهائية. ستدعم أنظمة النقل السريع أهداف الإستدامة في قطر وتؤكد أن الملعبين متصلين ويمكن الوصول اليهما بسهولة, مع توفير خيار النقل الذي يقلل من استخدام المركبات والانبعاثات المرتبطة بها.

الحافلات الموفرة للوقود

فيفا موبايل

يعزز أسطول من الباصات الجديدة بنى قطر التحتية للنقل العام. إن 20% من الباصات تعمل على الكهرباء, اما الباصات المتبقية فهي تعمل على وقود الديزل الذي يتميز بمعايير انبعاثات ال Euro 5, الذي يصدر انبعاثات تلويثية اقل من السيارات العادية. تخطط قطر ايضاً لتقديم نظام باصات نقل كهربائية سريعة (BRT) مبتكرة, ومتطورة, وصديقة للبيئة. وقد صممت لتوفير سعة أكبر للركاب مقارنة بالحافلات التقليدية ذات نمط الترانزيت, وهي عبارة عن نظام بدون سكك حديدية وهو في الأساس تقاطع بين الحافلات والترام.

زد على ذلك, سيصبح موقف باصات ملعب لوسيل الأكبر في العالم, وسيتم شحن هذه الباصات عبر لوحات الطاقة الشمسية التي لن تصدر أية انبعاثات كربونية. وبعد نهاية قطر 2022, سيتم استبدال الباصات القديمة بهذه الجديدة, لتضمن إرث حافلات حديثة وصديقة للبيئة.

السيارات الكهربائية, دراجات السكوتر, والدراجات الهوائية لكأس العالم

تعد قطر خططها لتشجيع الناس على استعمال السيارات الكهربائية. وتخطط (كهرماء) لتحضير ما بين 200 و 500 نقطة شحن للسيارات الكهربائية بحلول العام 2022, سيتم وضعها في نقط استراتيجية, من ضمنها المجمعات التجارية, المناطق السكنية, الملاعب, المواقف والمنتزهات, والمكاتب الحكومية.

وقد طرحت قطر اسطولاً من دراجات السكوتر والدراجات الهوائية التي يستطيع الناس استئجارها, في الحين الذي يعتادون فيه على استعمال السيارات الكهربائية. وهي متاحة عند عدد من مواقع المشي, من ضمنها كورنيش الدوحة, ما سيتيح للمشجعين التمتع بظروف المناخ المعتدل المتوقع وجوده خلال البطولة.

 الإرث

قال الزراع: “سنساهم في إرث هذا البلد من خلال تطوير شبكة شاملة بالكامل لأنظمة النقل الصديقة للبيئة التي تتميز بمسارات متواصلة للدراجات ودراجات السكوتر الإلكترونية والباصات, بحيث تستفيد الأجيال القادمة من السكان والمواطنين من هذه الأنظمة بعد كأس العالم بوقت طويل”.

وقد أكمل الزراع قائلاً: “إن توفير حلول نقل آمنة وفعالة ونظيفة لجميع زوار قطر خلال كأس العالم هو أمر في غاية الأهمية بالنسبة لنا. ونحن نعمل بالتنسيق الوثيق مع شركائنا الوطنيين لتقديم نظام سيكون ممتعاً للجميع لاستخدامه”.

أحد هؤلاء الشركاء الوطنيين هو “أشغال”, وكالة الأشغال العامة والبنى التحتية في قطر, والتي كانت مسؤولة عن تقديم تصميمات النقل الحديثة والبناء. وقد استخدمت أحدث التقنيات جنباً الى جنب مع الامتثال لتدابير الاستدامة المعترف بها عالمياً لتقديم حلول للدولة المضيفة الثانية والعشرين لكأس العالم.

تشكل الطبيعة المدمجة وحلول النقل النظيفة مفتاحاً أساسياً في الوفاء بوعدنا بأن تكون بطولة كأس العالم لكرة القدم خالية من انبعاثات الكربون في عام 2022, كما قالت مديرة الاستدامة باللجنة العليا, المهندسة بدور المير, وقد تابعت قائلةُ: “خطط النقل الخضراء ستفيد الحدث وأمتنا لسنوات عديدة قادمة”.